جراء الجفاف.. ثاني أكبر روافد نهر الأمازون بالبرازيل يسجل أدنى منسوب للمياه
جراء الجفاف.. ثاني أكبر روافد نهر الأمازون بالبرازيل يسجل أدنى منسوب للمياه
كشفت السلطات البرازيلية أن ثاني أكبر روافد نهر الأمازون في البرازيل، سجل أدنى مستوى للمياه، منذ بدء القياسات الرسمية قبل 122 عاما، جراء ظروف الجفاف الشديد التي تتعرض لها المنطقة.
أدنى مستوى مسجل
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي البرازيلية في بيان لها السبت، بأن منسوب المياه في نهر ريو نيجرو في ماناوس، عاصمة مقاطعة أمازوناس، تراجع إلى 12.66 متر، ما يمثل أدنى مستوى منذ بدء التسجيل في عام 1902 وفق وكالة الأنباء الإماراتية.
وتوقعت هيئة المسح الجيولوجي أن تستمر مستويات المياه في التراجع خلال الفترة المقبلة.
تداعيات وأزمات إنسانية
ويتأثر السكان المحليون، لا سيما الذين يقيمون على طول ضفاف النهر بشكل خاص بأزمة الجفاف، لأنهم يعتمدون عادة على السفر بالقوارب، كما جنحت العديد من القوارب بسبب انخفاض منسوب المياه، ما أدى إلى تعقيد عملية توصيل الإمدادات الأساسية، مثل المياه والغذاء والأدوية.
وأوضح المركز الوطني لمراقبة الكوارث الطبيعية، أن أكثر من ثلث الأراضي في أنحاء البرازيل يتعرض للضرر بسبب الجفاف الشديد.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.